تاريخ القهوة في شبة الجزيرة العربية

تاريخ القهوة في شبة الجزيرة العربية

المحور: تاريخ القهوة في شبه الجزيرة العربية

في مدونة القهوة هذي ، نسرد و نتناقش قصة القهوه مع العرب و شبه الجزيرة العربية ، لا تنسون تشاركونا رأيكم وتعليقاتكم في اسفل المدونة.

 

سيرة قهوة ومجتمع

مثلت القهوة رمزاً اجتماعياً وسوقاً اقتصادياً في شبه الجزيرة العربية منذ قرون طويلة، وترسخت في قيم المجتمع وعاداته اليومية، وقد دخلت القهوة في علاقة حميمية مع الإنسان العربي، وتصالحت كذلك مع تنوع المجتمعات العربية واختلافها، ولم تعد القهوة مجرد مشروب لذيذ لتزويد الجسم بالطاقة، أو محسنة للمزاج، ومساعدة في التركيز، بل هي جزء من النشاط والنسيج والروتين الاجتماعي، بل أصبحت من أهم المعتقدات اليومية التي تخفف عناء العمل، وتجمِّل اللقاءات والأنشطة.

 

دعونا ننتقل إلى منتصف القرن التاسع الهجري

من المهم سرد تاريخ تلك العلاقة التي تحدثنا عنها بين القهوة والمجتمع العربي، حيث بدأت أولى ملامحها في القرن التاسع الهجري، والموافق لمنتصف القرن الخامس عشر الميلادي، وتحديداً مع الشيخ جمال الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد الذَّبْحاني، وهو من أشياخ اليمن، وكان متولياً لرئاسة الإفتاء بعدن، وقد كانت الفتاوى تعرض عليه؛ فيقر منها ما يراه صواباً، ويصحح ما احتاج منها إلى تصحيح، وفي أحد الأيام عرض عليه عارضٌ وطرأ عليه أمر جعله يخرج من عَدن، وأغلب الظن أنه ذهب إلى الحبشة، وظل طوال تلك الرحلة يشرب معهم شراباً لم يعرفه هو مسبقاً، فلما رجع إلى بلده واستقر بها، أصابه مرضٌ واشتد عليه الألم؛ حتى تذكر حينها الشراب الذي كان يشربه في الحبشة فأحضر له، فحمَّصه وطبخه وشربه بالماء كما رأى ذلك في الحبشة.. فخفَّ عليه الوجع وذهب عنه السوء.

 

مشروب لذيذ يلقى رواجاً

بعد أن خَفَّ الوجع عن الشيخ الذَّبْحاني كان قد وجد أن ذلك المشروب يذهب النعاس، والكسل ويعطي الجسد نشاطاً، فنقله إلى المتصوفة بعد أن انضم لهم وسلك مسلكهم، حيث أنهم كانوا يعتبرونه معيناً على السهر وقيام الليل والأذكار، ثم بعد ذلك انتشر شرب القهوة فشمل علماء الدين وعامة الناس.. هؤلاء يستعينون بها على مدارسة العلوم، وأولئك للمثابرة والنشاط في معالجة الصناعات والفنون.

 

انتشار مهول

بعد ذلك انتقلت القهوة من اليمن إلى مكة، وعارضها رجال الدين معارضة شديدة، وأصدر بعضهم الفتاوى التي تحرمها، ثم انتشرت لأول مرة في مصر في مطلع القرن العاشر الهجري، بعد أن جلبها الطلاب اليمنيون إلى رواقهم في الجامع الأزهر، ومن مصر والحجاز انتقلت القهوة إلى القسطنطينية ثم البندقية في القرن السابع عشر الميلادي. ثم إلى سائر أوروبا، وافتتح أول مقهى في إنجلترا سنة 1652م، ولقيت القهوة معارضة في إنجلترا وألمانيا ولكنها معارضة يسيرة.

 

ومنذ قرون والقهوة مشروب شائع ورمز من رموز الضيافة

:المراجع

.بحث للدكتور عبدالغفور إسماعيل روزي (عضو هيئة التدريس جامعة الملك سعود)

.كتاب الذاكرة الشعبية للدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الشقير